(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
184778 مشاهدة print word pdf
line-top
مؤلفات في عجائب وغرائب الخلق

...............................................................................


قد ذكرنا أن من المواضع ما ذكر في هذا الكتاب، وكذلك أيضا كتاب اسمه عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات مؤلفه القزويني تكلم فيه أيضا على الإنسان من رأسه إلى قدمه عضوا عضوا ومن المواضع أيضا كتاب التبيان لابن القيم تكلم فيه أيضا على خلق الإنسان عندما تعرض لقوله تعالى: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ وفي أنفسكم، فتكلم على عجائب الأرض، ثم على عجائب خلق الإنسان، ومن المواضع أيضا كتابه الذي هو مفتاح دار السعادة فقد أفاض فيه في التأمل والتفكر وأتى بأعجب العجائب.
ولا شك أيضا أن المتأخرين لهم كتب في ذلك؛ لأنهم قد اطلعوا على أشياء لم يطلع عليها الأولون بواسطة تشريح أعضاء الإنسان عضوا عضوا، ومعرفة وظيفة كل عضو. ذكر بعض العلماء أنه اطلع على كتاب لبعض الأطباء المعتبرين ألفه بعنوان: الإنسان ذلك العَلَم المجهول فجعل الإنسان أعلم بما فيه من هذه العجائب، ولما تكلم هو وغيره أيضا على لسان الإنسان هذا اللسان الذي بين فكيه ذكر أن فيه أكثر من مئات المواد أو ألوف التي جعلها الله تعالى فيه، وكذلك في المعدة مئات الملايين، ولا شك أن هذا دليل على عظمة هذا الخلق، وكذلك قدرة الخالق وأنه أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ وأن هذا من عجائب قدرته، ولو تفكر في أدنى شيء منه لتعجب، لو تفكر مثلا في هذا الشعر كيف ينبت شيئا فشيئا؟ لعرف أن الله ما أنبته إلا لحكمة، ولو تفكر في هذه الأظفار التي في رؤوس الأصابع كيف تنمو وتنبت، وكذلك أيضا في أظلاف الدواب كيف تنمو أو كيف تتوقف لعرف عظمة الله سبحانه وتعالى، هذا من التفكر. هناك نوع آخر أيضا من التفكر ألا وهو التفكر فيما بعد الموت.

line-bottom